العمل/الترفيه
من طرف السعادة الحقيقية
بعد سهر طويل مع الاصحاب , عدت الى المنزل لأنام لكن صوتاً قطع علي رقودي .... انه صوت الهاتف ... في البداية ظننته احد الاصحاب يود ممازحتي كعادتهم , نظرت الى شاشة الهاتف فاذا به والد صديقي ( لؤي ) يتصل
أجبت ...تكلم معي بصوت مرتبك و متلكئ فقال لي : ( ارجو مجيئك يا بني , صديقك لؤي على وشك الموت و طلب رؤيتك , اسرع من فضلك ) ثم انهى المكالمة,
وقفت جاثما في غرفتي لا اعلم ما عليّ فعله .. أهي مزحة من لؤي ؟! ام هي حقيقة ؟!
هممت بالركض خارجاً من المنزل صوب سيارتي , قدتها بسرعة نحو منزل صديقي و دخلت مسرعاً الى غرفته فرأيته كجثة هامدة على سريره , أشار اليّ بالدخول فجلست بقربه
تمتم الي بكلمات حفرت في قلبي : ( انتبه لنفـسك .. أنا شغلت باللعب و اللهو و لم اعمل لآخرتي و ها قد فات الاوان , انتبه )
ثم اغمض عينيه ... توقف قلبه عن النبض ... عرفت انها النهاية , صرخت لا اراديا ... لؤي .. لؤي لا تتركني و ترحل و بدأت بالبكاء
رفعت شماعة الهاتف لأعلم بقية الرفاق بنبأ موت صديقنا لؤي
حملت جثته مع اخوانه و بعد تغسيلها وضعت في المسجد ليصلى عليها
كانت المرة الاولى منذ سنين التي ادحل فيها المسجد .... نظرت الى المصلين ؛ كانوا هم ذاتهم من كنا نسخر منهم ... و الان يصلون عليه و يدعون له بالرحمة ..! بحثت بين المصلين عن بقية الاصحاب لكن لا وجود لهم ، اتصلت بهم فلا يرد احد ... نظرت الى جثة لؤي مفكرا . أهذه صداقة ؟ لم لم يأتوا ..!
ماذا سيفعل لؤي الان ؟ ماذا سيقول عندما يسأل عن اعماله ؟ ... ضيع وقته بالمقامرة ... ترك صلاته و هجر كتاب الله و سنة نبيه ...عق بوالديه ..و .. و ... و ... ..!
بعد الصلاة عليه ... دفنّاه تحت الثرى , شعرت بوحشة و خوف لم اشعر بمثلهما من قبل ... يوما ما سأكون مثله ,لكن هل سيأتي رفاقي للصلاة علي ام سيتخلون عني مثلما فعلوا مع لؤي ؟
و ماذا سأقـول يوم الحساب ؟؟؟!!!
اجهشت بالبكاء لكن ليس على لؤي لأن بكائي لن ينفعه بل بكيت على نفسي و على ما ضيعت من سنين في معصية الله
احسست بكف تطبطب على كتفيو همسات تخفف عني ..
التفت فاذا به شاب تبدو على وجهه ملامح النور و الهدى ,
تذكرته ... انه ( دريد ) شاب من شباب المسجد ، لا يخلو يوم من أيامه من ساعات يقضيها في المسجد صلاةً و قراءة للقران بينما كنّا انه و لؤي نضحك عليه و نشخر منه ..!
قال لي : ( هون عليك ... ربك رحيم بعباده ) ثم رحل ..
بعد ان انهينا مراسم الصلاة و الدفن عدت المنزل , دخلت غرفتي ... فلفت نظري مصحف موجود في غرفتي
لكنه لم يحرك من مكانه منذ فترة و قد كانت الاتربة تغطيه
مسحتها و فتحته فوقع نظري على آية في سورة الزمر { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَذِينَ أسرَفُوا عَلَى أنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحمَةِ اللهِ إنَ اللهَ يَغْفِرُ الذُنّوبَ جَمِيعَاً إنَهُ هُوَ الغَفُورُ الَرَحِيمْ } صدق الله العظيم
نطـق لساني أخيراً [ استغــفر الله ]
ثم هممت بالذهاب الى ذلك الشاب ( دريد ) فقلت له : ارجوك .. لا اريد ان تكون نهايتي كما انتهى لؤي ... اريد التوبة ... اود العودة الى رحاب الله
هذه الكلمات منك منذ فترة يا اخي ... أهلاً بك معنى ... هيا بنا سنتأخر عن الخطبة .. لا تنسَ انه يوم الجمعة
توضأت و دخلت المسجد , جلست في الصف الاول و قد كانت المرة الاولى ,
لم اعرف احداً ممن كانوا في المسجد
انصت الى الخطيب فأحسست بان كلامه موجه اليّ ..! فانشرح صدري له
شعرت بفرحة لا تدانيها فرحة .... و منذ ذلك اليوم و انا ملازم للجامع و لصحبة الخير
عندها فقط عرفت معنى السعادة الحقيقية ... انه ليس اللهو و اللعب و قضاء الاوقات بلا فائدة
بـل هو الاحساس بالقرب من الله
بعدها بفترة قررت الذهاب الى الرفاق القدامى
رأيتهم و حالهم يرثى لها و وجوههم يبدو عليها البؤس ... فاخذت بايديهم و دعوتهم الى المسجد
و أخبرتهم عن سعادتي التي تتملكني و عن تفوقي مجالات الحياة بفضل الله
و عدنا نحن جماعة واحدة لكن ندعو الى البر و التقوى و ليس الى الاثم و العدوان ... ندعو بالغفران لاخينا لؤي
** هناك بعض الاخطاء الاملائية في النص
لم استطع مراجعتها لانشغالي
فارجو معذرتي
جمـيع الحقوق محفوظة
